هناك أعمال تُثير حولها ضجة كبيرة للغاية ثم تخفت، إن كنت تبحث عن أحد هذه الأعمال فأنت في المكان السليم، فهذا العمل عند بداية عرضة وبعد انتهاء الموسم الأول حاز على ضجة كبيرة للغاية وقد كتبت عنه عشرات المقالات والتحليلات وأصبح أحد أهم الأعمال المعروضة عبر شبكة نتفيلكس.
وعلى العكس تمامًا استقبل الموسم الثاني من العمل، الذي قوبل بفتور شديد، قبل حتى أن يبدأ ثم بنقد كبيرة ومقارنة بين الموسم الأول والثاني ليست في صالح الموسم الثاني بالتأكيد، لتهدأ الزوبعة حول المسلسل ككل ويطويه إلى حد كبير النسيان.
مسلسل الموسم الواحد
هناك أعمال ربما لا تصلح لتكون متعددة المواسم، فكل شيء تم نقاشه وإنهائه في الموسم الأول، أنت غير متشوق للأحداث الجديدة نهاية الموسم لا تعدك بشيء جديد بل لا تدري ماذا سيقول صناع العمل بعد ما قيل كل شيء.
هذا النوع من الأعمال أما أن يأتي الموسم الثاني ليفاجئك بقنبلة حقيقة وأحداث رهيبة تربطك بالعمل وتؤكد خطأ نظرتك، أو يأتي العمل فاتر واستهلاك لنجاح ما قبله.
للأسف يمكن القول أن “13 سبب لماذا” من النوعية الثانية، فكل الخيوط قد أحكمت الغلق ولم يعد هناك المزيد ليقال في موسم جديد غير استهلاك لنجاح الأول لذا كان هناك تخوف حقيقي قبل حتى أن يذاع الموسم الثاني وقد كان تخوف في محله.
الانتحار.. لماذا
هذه هي كلمة سر العمل، لماذا يقرر شخص ما أن ينهي حياته؟ ما هي العوامل والدوافع التي تؤدي بشخص أن يغلق أبواب الغد ويشمع مستقبله بالشمع الأحمر، ويقرر أنه قد اكتفى تمامًا من كل هذا، بل إنه مستعد لملاقاة المجهول بالموت.
يتم ذلك عن طريق عدد من الشرائط المسجلة 13 شريط على وجه التحديد، تقوم طالبة الثانوي “هانا” بتسجيلهم قبل انتحارها لتخبر 13 شخص بدورهم في اتخاذها قرار الانتحار.
ومع كل شخص يتسلم الشرائط تتكشف حقائق جديدة عن ما حدث لنعرف، لماذا انتحرت هانا.
صرخة توعية يجب الانتباه لها
المسلسل المأخوذ عن أصل أدبي للكاتب “جاي آشر” بنفس الاسم، بمجرد عرضه صنع حالة هامة من الاهتمام والتوعية خاصة في أوساط المتعاملين مع المراهقين، وفي المدارس الثانوية، ليفتح نقاش مجتمعي عن ظاهرة التنمر، وعن أهمية عدم تجاهل شكاوى المراهقين، وعن الاستغلال الجنسي والتحرش.
وألقى الضوء على ظاهرة انتحار المراهقين بسبب هذه الأمور متسائلا كيف يمكن منع المزيد من “هانا بيكر”؟
كما قلنا فالعمل مأخوذ عن رواية أدبيه نشرت عام 2007، وفي عام 2011 عقد العزم على تحويل العمل إلى فيلم بطولة سلينا جوميز، إلا أن المشروع توقف ليعود في 2015 مع نتفليكس كمسلسل، ليظهر بالفعل العمل في مارس 2017.
العمل عرض منه حتى الآن موسمين وتم الإعلان عن تجديده لموسم ثالث يجري تصويره حاليًا، يتكون كل موسم من 13 حلقة، وكل حلقة مدتها حوالي ساعة واحدة، وينتظر عرض الموسم الثالث على النتفيلكس في منتصف 2019.
شخصيات العمل
هناك العديد من الشخصيات في العمل ولكننا اليوم سنتعرض للشخصيات الأساسية والتي يمكن التعريف بها دون حرق الأحداث.
ديلان مينيت: في دور كلاي جنسن؛ المراهق طالب الثانوي الذي يتلقى مجموعة من الشرائط بعد انتحار صديقته هانا.
كاثرين لانغفورد: في دور هانا بيكر؛ مراهقة تحدث لها أمور مأساوية وتقرر الانتحار ولكنها تسجل 13 شريط تحكي بهم أسباب انتحارها.
كريستيان نافارو: في دور توني باديلا، صديق “كلاي” الذي يحاول مساعدته في التعامل مع وفاة هانا ويملك سر حول الشرائط.
براندون فلين: في دور جوستين فولي، وهو صديق جيسكا الذي يتعرض لسوء المعاملة في منزله.
أليشا بو: في دور جيسيكا ديفيز، وهي صديقة هانا التي تعتبر أحد أهم أسباب انتحارها.
أشياء لا تعرفها عن 13 سبب لماذا
– بطل العمل ديلان مينيت “كلاي” في الأساس مطرب وله باند شهير وقد أطلقوا أول أغانيهم، بعد أيام من انطلاق المسلسل.
– كاثرين لانغفورد “هانا” قامت بالقيام بتجربة الأداء لدور “جيسكا” وليس “هانا” عبر السكايب حيث لم تستطيع السفر في الوقت المناسب،ولكن تم قبولها لدور هانا.
– اختلف الكتاب عن المسلسل في طريقة انتحار “هانا” ففي الكتاب انتحرت بجرعة زائدة، بينما في المسلسل انتحرت بقطع شراينها.
– مسودة العمل قام الكاتب بإنقاذ هانا، حيث ينقذها والديها بعد أخذها كمية من الحبوب المخدرة، ولكن بعد قليل فكر الكاتب أن رسالة العمل ستكون أقوى إذا ماتت “هانا” بالفعل، لذا قام بتغيير النهاية.
– سلينا جوميز كانت المرشحة الأولى لدور هانا، ولكنها اعتذرت عن الدور وشاركت في الإنتاج.
– ديلان مينيت “كلاي” لم يقرأ الرواية حتى الآن خوفا من أن تؤثر عليه أحداثها أثناء تصويره للعمل.
– التصوير تم في مدرسة حقيقية وليس مجرد موقع تصوير، وتم ذلك أثناء جازة الصيفية.